ارض خضراء..

كان الجو بارداً وكنتُ على أريكتي اتدثر بالغطاء
أبى يشاهد الاخبار وأمي تُعدّ طعام العشــــــــــــــاء
واخوتي أسمعهم يلعبون ويضحكون في الفـــــناء
وفجأة غطـّى ظلام الليل الدامس كل الانحــــــــاء
صرخت أبي هل هي غارة أخرى ومزيد شهداء
قال.. لا يابنيتي ولكن اليهود قطعوا عنا الكهربـاء!!
قلت كيف وخالي بالمشفى يصارع الموت للبقــاء
وأختي تضع هناك ابنتها الاولى عليــــــــــــــــاء
وأخي أولن يستعد ليناقش رسالته في الفزيـــــــاء
وأنا كيف أذاكـــــر دروسي وأكون من النجبــــاء
وكيف ستحضر أمي غداً لنــــــــا الغـــــــــــــداء؟

قال أبي... خالك صعدت روحه الان الى السماء
ولم تعـــــــد هنـــــــــاك عليــــــــــــــــــــــــــاء
ولن يسلك أخـــوك بعد طريق العلمــــــــــــــــاء
وأنت ... لن تذاكرى أبدا في الظلمــــــــــــــــــاء
أماَّأمّك ..فمن يعلم متى ستُعدّ ثانية أي غــــــــــذاء
يابنيتي نحن في غزة.. بلد المذابح وحزين الانباء
ففيها كل يوم ألف خبر ينعى استشهاد الفضـــلاء
ادعي ياابنتي أن نجد فيما يلي شربة المـــــــــــاء

الماء .. حتى الماء سيحرمنا منه الاعــــــــــــداء
لم يبق لهم بعد الا أن يمنعونا الــــــــــهـــــــــواء
آآآآه يادمعي صاحبتني دومــا فى كل ضـــــــرّاء
فنحن شعب عـــاش دهرا فى كنـــف الشقـــــــاء
مهجّرين, مطرودين, محرومين حتى من البكـاء
ماذا نفعل؟ هل نستسلم ونسلّم فنرتاح من العـــناء؟؟؟
لا فنحن لسنا أقل من بلاد قدمت المليون شــهـداء
ولامن غيرها ..جعل أبنائها حياتهم لها فــــــــداء
نحن فلسطين .. ليس بها نبتة لم ترويها الدمـــــاء
فلسطين التى بذل من أجلها أرواحهم حتى النساء
فلسطين التى ليس لها من حكـّام العرب أصدقــاء
ولكنها في قلب كل عربي نجمة شهبــــــــــــــــاء
قبة وصخرة ومسجدا ومصلى للأنــبــيـــــــــاء
ولن يهزمها أبدا الحصار أو تخاذل الجبــنــــــاء
فقد حوصر يوما رسولنا وأهله وصحابته الاتقياء
فلم يزدهم الحصار الا قوّة سادوا بها المدن جمعاء
ونحن .. سنحارب حتى نكون كباقى البشر ســواء
وتعود شمسنا لتشرق وتحلق الطيور في الفضـــاء


ولن نلين حتى نرى بلادنا آمنة .. حرّة .. خضراء