الحبة الزرقاء ....... قصة قصيرة

فرج ..... مواطن مصرى عاش سنوات من الغربة فى احدى بلاد الخليج _ كأغلب بنى قومه_ يجمع القرش فوق القرش ليعود الى مصر ويحقق حلمه وحلم اسرته فى بناء بيت يضمه ويضم ابويه ....وليتزوج فيها ايضا ..... مرت سنوات الغربة وكأنها دهرا
عاد فرج من الغربة يملؤه الامل والفخر ها هو ذا قد قارب على ان يحقق حلمه والذى قضى من اجله كل تلك السنوات فى بلاد العرب .... المال فى جيبه والارض جاهزة وقد حجزها له والده الحاج شديد .....
اشترى فرج الارض وشرع فى استخراج رخص البناء وبالفعل ذهب فرج الى المصلحة الحكومية المنوطة باستخراج رخص البناء ولكنه اصطدم بالواقع المرير .....
فوت علينا بكرة ...... الموظف غايب النهارده اصل مراته بتولد ............. دماغى واجعانى ومش فايق لك النهارده.......الخ
ظل فرج على هذا الحال..... يذهب فى الصباح الى المصلحة ثم يعود اخر النهار بخفى حنين..... الى ان التقى بزميل له لم يكن قد رأه مذ ذهب الى بلاد العرب ........
راه الزميل مهموما وكئيبا فسأله عن السبب ولما قص عليه فرج حكايته مع موظف البناء اشار علية زميله (بأن يفتح مخه علشان يأكل ملبن )
ظل فرج يفكر ويفكر الا ان هداه تفكيره الى فكرة جهنميه عزم ان يحققها فى الصباح
ذهب فرج الى المصلحة يملؤه الامل ...... دلف فرج الى المصلحة فى هدوء تعلو شفتيه
ابتسامة ثقة ..... دخل الى الموظف حياه واعطاه الاوراق ..... القى الموظف نظرة لامبالاة على فرج وكذا على الاوراق ابتسم فرج واخرج من جيبه شريط حبوب واعطاه للموظف .... تناول الموظف الشريط واخذ يقلبه فى يديه ثم ابتسم ابتسامة صفراء ...... ووقع على الاوراق
خرج فرج من المصلحة مزهوا وكأنه فتح عكا .........