من اقوال الامام الشافعي

توكلت في رزقــي على الله خالــقي *** وأيقنت أن الله لاشــــــــــــك رازقي
وما يك من رزق فليــــس يفوتـــني *** ولو كان في قاع البحـار الـــعــوامق
سيأتي به الله العظيم بفضــــــــــله *** ولو لم يكن مني اللســــــــــان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حســرة *** وقد قســــــــــم الرحمن رزق الخلائق

قالوا أسكت وقد خوصمت قلــــــــت لهم *** إن الجواب لبـــــاب الشر مفــــــــتاحُ
والصمت عن جاهل أو أحمق شــــــرف *** وفيه أيضاً لصون العـــرض إصلاحُ
أما ترى الأسد تخشى وهي صــــــــامتةً *** والكلب يخســــى لعمري وهو نبـــاحُ

دع الأيام تفعل مـا تشـــاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي
فما لحوادث الدنيـا بقــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايـا
وسرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالسخــاء فكل عيـب
يغطيه - كما قيل- السخـاء
ولا تر للأعــداء قــط ذلا
فإن شماتة الأعــداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل
فما في النار للظمآن مــاء
ورزقك ليس ينقصه التــأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا ســرور
ولا بؤس عليك ولا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلب قنــوع
فأنت ومالك الدنيا ســواء
ومن نزلت بساحته المنايــا
فلا أرض تقيه ولا سمــاء
وأرض الله واسعــة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حيــن
فما يغني عن الموت الـدواء

تعلّم فليس المرء يولـد عالمـا
وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وان كبير القوم لا علـم عنـده
صغير اذا التفّت عليه الجحافـل
وانّ صغير القوم وان كان عالما
كبير اذا ردّت اليـه المحافـل

نعيب زماننا والعيـب فينـا
وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمـان لهجانـا
وليس الذئب يأكل لحم بعض
ويأكل بعضنا بعضا عيانـا

تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير ... وذو نسب مفارشه التراب

سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبا
فإن تلفت نفسي فلله درها ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا

يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ...إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا

وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر

إذا أصبحت عندي قوت يومي ..... فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي ..... فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا ..... فأترك ما أريد لما يريد

قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس

ولولا الشعر بالعلماء يزري ..... لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث ..... وآل مهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي ..... حسبت الناس كلهم عبيدي

يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله أفضل ما استفادا
فلا تك ياابن آدم في غرور
فقد قام المنادي صاح نادى
بأن الموت طالبكم فھبوا
لھذا الموت راحلة وزادا
ويقال أيضا:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولا قيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثلھ
وانك لم ترصد لما كان أرصدا
ويقال أيضا:
احذر من الدنيا ولا تغتر بالعمر القصير
وانظر إلى آثارمن صرعتھ منا بالغرور
عمروا وشادوا ما تراه من المنازل والقصور
وتحولوا من بعد سكناھا إلى سكنى القبور
من نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن اذا نزل القضاء ضاق الفضاء

قال الامام علي كرم الله وجهه:
فلا تصحب أخا الجهل إياك وأياهُ
فكم من جاهل أردى حليما حين آخاهُ
يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ماشاهُ
وللشيء على الشيء مقاييس وأشباهُ
قياس النعل بالنعل إذا ما هو حذاهُ
وللقلب على القلب دليل حين يلقاهُ

يا صاحب الذنب لا تأمن عواقبه ..عواقب الذنب تخشى وهي تنتظر
فكل نفس ستجزى بالذي كسبت ... وليس للخلق من ديَّانهم وزر
رب هب لي من المتاب حتى أتوب .. وأعف عني فقد عرتني ذنوبي
وعلى دين احمد فأمتني ..وأحي قلبي في يوم تحيا القلوب
يا مداوي الأسقام داو سقمى ... يا إلهي إني عليك حسيب
وأشف قلبي من الذي قد علاه... إن سقمي قد حار فيه الطبيب
يا مداوي العباد هب لي بقرب ...حاش ان أرجوك ثم أخيب
وأقل عثرتي وجد لي بقرب ...إن دائي بالقرب منك يطيب
تعست ليلة عصيتك فيها...قد إنقضت وإثمها لي نصيب
ما إحتيالي وقد عصيت جهلا ...كيف لا أستحي وأنت الرقيب

تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هـم وأكتسـاب معيشـة وعلـم وآداب وصحبـة ماجـد
فإن قيل في الأسفار هم وكربـة وتشتيت شمل وأرتكاب الشدائـد
فموت الفتى خير له من حياتـه بدار هوان بيـن واش وحاسـد
سافر تجد عوضـا عمـن تفارقـه وأنصب فإن لذيذ العيش في النصب
ما في المقام لـذي لـب وذي أدب معزة فاتـرك الأوطـان وأغتـرب
إني رأيت وقـوف المـاء يفسـده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والبدر لولا أفول منه مـا نظـرت إليه في كل حيـن عيـن مرتقـب
والأسد لولا فراق الغاب ما قنصت والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والتبر كالتبر ملقـى فـي معادنـه والعود في أرضه نوع من الحطب
فـإن تغـرب هـذا عـز مطلبـه وإن أقام فلا يعلـو إلـى الرتـب

ومامن كاتب إلا سيمضي ................... ويبقى الدهر مـا كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء ................... يـسرك في القيامة أن تراه

تعصي الإله وأنت تظهر حبه .............................. هذا لعمري في الفعال بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته .............................. إن المحب لمن يحب مطيع
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة .................... فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن .................... فمن الذي يدعو إليه المجـرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا .................... فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

ولرب نازلة يضيق لها الفتى .............................. ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .............................. فرجت وكنت أظنها لا تفرج

إذا ما خلوت الدهر
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل 00000 خلــوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعــة 00000 ولا أن ما تخفى عليــه يغيب
لهونــا لعمر الله حتى تتابعت00000 ذنوب على آثـرهــن ذنـوب
فيا ليت أن الله يغفر مـا مضى00000 ويـأذن في توباتنــا فنتـوب
أقول إذا ضـاقت عليّ مذاهبي00000 وحـل بقلبي للهمــوم نـدوب
لطول جنايـاتي وعظم خطيئتي00000 هلكت وما لي في المتاب نصيب
ويذكرني عفو الكريم عن الورى00000 فـأحيـا وأرجـو عفوه وأنيب
فأخضع في قولي وأرغب سائلا00000 عسى كاشف البلوى عليّ يتوب

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته .............................. يوماً على آلة حدباء محمول
فإذا حملت إلى القــــبور جنازة .............................. فاعلم بأنك بعدها محمول

يانفس توبي فإن الموت قد حانا000 واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنــا000 لقطـا فتلحق أخـرانـا بأولانــا
في كل يـــوم لنا ميت نشيعــه000 نرى بمصرعه آثار موتــانـــا
يانفس مالي وللأموال أتركهــا000 خلفي واخرج من دنياي عريانــا
أبعد خمسين قد قضيتها لعبــا 000 قد آن أن تقصري قد آنا قد آنــا

ومما زادنى فخرا وتيــها ........................ وكدت بأخمصى أطـأ الثريا
دخولى تحت قولك يا عبادى ........................ وأن أرسلت أحمد لــى نبيا

ملكنا هذه الدنيا قرونــا **** و أخضعها جدود خالدونـــا
و سطرنا صحائف من ضياء **** فما نسي الزمان ولا نسينا
حملناها سيـوفـا لامعات **** غداة الروع تأبى أن تلينــا

شكرا جزيلا .. مجهود رائع و طيب جزيتم كل خير و أثابكم الله عنا يكل حرف ألف حسنة
قرأتها كلها .. كل بيت أجمل من اخيه
شكرا
بوركتم

جزاكم الله خيرا كثيرا

بارك الله فيكِ نوران ..
أبيات فى غاية الروعة والبلاغة
جزاكِ الله خيراً

» من وصايا الشافعي في الصداقة ..
» من اقوال سيدنا ابو بكر الصديق