قصة قصيرة من تأليفي .. أتمنى أن تنال سروركم......
كانت تمشي في السوق مع طفلها البالغ 5 ستوات.. إنها تلك الفتاة التي أتت من بيت ثري لتعيش مع زوجها الثري أيضاً.. في تلك القرية .. البسيطة الهادئة الملامح...
كانت كلما مرت على بائع حلوى يطلب منها وليدها .. ان تشتري له .. من تلك .. فلا توافق وتمضي صامتة أحيانا .. وأحياناً تقعنه بالقوة واللين أن هذا فاسد .. و لن نشتري منه...
ولما دخلوا للمنطقة التي بها الخضروات والفاكهة .. استمر طلب الطفل من امه أن تحضر له تلك وهذه.. غير انها تخبره بأنه غير نظيف ولن نشتري منه.. ثم مر وقت غير طويل وقال الطقل.. " ماما .. أنا عطشان" قالت له "حبيبي لما نروح هنشرب.." مر الوقت .. و بدأ الطفل في البكاء.. غير أن امه لم تكترث له .. و مضت تخبره أنهم في الشارع و لا يجب أن يفعل هذا.." مرت الدقائق تلو الدقائق.. و صياح الصبي يزداد... و مضت الأم لسنترال لشراء رصيد لهاتفها المحمول .. و الصبي في يدها .. يبكي و يصيح.. فانشغلت في هاتفها.. وأخذت تقلب بعض الإكسسوارات لتزينه به ..
وبعد دقائق لم تعد تسمع بكاء الطفل فالتفتت .. فوجدته يلعب في الرمال مع بعض الأطفال .. فاسرعت نحوه و أخذته من بين الأطفال .. و مضت تهدده وتوعده ألا بفعل ذلك مرة أخرى.. و اندفع الطفل نحو البكاء.. مرة اخرى....
وبينما تنهى الفتاة تسوقها بمحل فخم للملابس... إذ بالطفل ينفلت من يدها ويمضي .. حتى إذا دنا من باب المحل.. أخذ يمشي بخطوات مترددة .. ينظر أمامه تارة وينظر خلفه تارة .. فما إن خرج من الباب حتى أشارت له سيدة كلنت تبيع فاكهة و خضروات.. فاخذ ينظر إليها و الحيرة تملأ عينيه فأخذت تدعوه بيديها.. فتحرك تجاهها ببطء .. حتى وصل إليها.. فحملته بين ذراعيها اللذان يفيضان حيا وحنانا.. و أعطته تفاحة.. بعد أن غسلتها بقليل من ماء الكوز .. و أعطتها إياه فامتدت يده نحو الكوز تاركاً التفاحة .فاعطته إياه و عينها تحويه بالود.. فأخذه وشرب .. حتى ارتوى.. فضمته إلى صدرها ضمة لم يجربها الطفل من قبل.. مملوءة بالأمان .. محفوفة بالعطف... ثم اجلسته .. و أعطت له تفاحة ثم مشمشة .ثم عنقود عنب..... ثم خرجت أمه من الباب.. فابصرته هنالك.. فرآها .. فقالت له السيدة "..ماما..؟" .. فأومأ لها بنعم.. فأنزلته و قالت " يلا .. ماما شكلها كانت بدور عليك .. يلا .. روح لماما".. و قالت أمه تعال.. فمضى خطوتين و وقف .. ساكناً.. كأنه لا يدري ..أين يذهب..ثم نظر لأمه .لحظات .. ثم عاد النظر إلى السيدة لحظات.. و لحظات.. و لحظات.. ولحظات.......
انتهت..